لم تكن الفجر أول محاولة صحافية لنشر الثقافة فقد سبقتها بسنين مجلة النفائس والتي تعد علامة فارقة في التاريخ الأدبي الفلسطيني لكونها من أوائل المجلات الأدبية الفلسطينية (1908) ولكن المميز في الفجر هو توثيقها للنشاط الثقافي في منتصف الثلاثينيات بين ثورة البراق والثورة الفلسطينية الكبرى أي في ذروة تشكلات الهوية الفلسطينية وعلى وقع التحولات الجذرية التي باتت تعيشها في فلسطين.
العدد الأول من مجلة الفجر، 21 حزيران 1935
نقرأ في العدد الأول رغبة المجلة الواضحة في هذا الصدد، حيث تقول أن "الحركة الفكرية ما تزال غير واضحة الطابع، غامضة اللون، حائرة الغرض وجهود الأدباء عندنا ضائعة أو كالضائعة فهي لهذا مفتقرة إلى رسالة أدبية تلم الشعث وتوحد الكلمة وتوضح الغرض" اشرح الفجر هذا الغرض بأن تمثل كافة التيارات الفكرية في الأدب والاجتماع والفن والعلوم.
هذا التوجه الجامع سينعكس في منشورات المجلة واعلاناتها لنراها مخزناً للكثير من المعلومات والمعارف المنوعة والتي فعلاً تعكس هذا التوجه.
من هنا نرى المجلة تهتم بالفنون المحلية وتنشر الاعلانات المميزة لشركات تسعى لتعزيز الفن الفلسطيني.
لكن المجلة فتحت صفحاتها أيضاً لكي تثري معرفة القراء بما يدور في الخارج، وكشفهم على مجالات فنية وثقافية أخرى
لم تصدر مجلة الفجر أكثر من سنتين، لكنها شاهدة على مرحلة مهمة جداَ من تطور الثقافة الفلسطينية، لكن السياسة على ما يبدو كانت أقوى منها حيث داهمت الثورة الفلسطينية البلاد وتوقفت العديد من الصحف والمجلات عن الصدور بما فيها الفجر، فهل كان انتصاراً للسياسيّ على الثقافي؟ سؤال يستحق التفكير