يبدو أنّ هناك سببين رئيسيّين وجّها إحاد هعام في اختيار النصّ: أوّلًا، عزا مفكّر "الصهيونية الروحية" دورًا مركزيًّا في تطوره الفكري إلى دلالة الحائرين. ثانيًا، في النصّ المحدّد الذي استعان به، يؤكّد موسى بن ميمون أنّ اللغة المحكية يجب أن تتوافق مع سعة استيعاب مستمعيها حتّى يتمكّنوا من فهم الرسائل الموجودة في النص بدقّة.
يجابه المترجم بين اللغتين، العربيّة والعبريّة خطرًا من نوع خاصّ بسبب القرب بينهما وأصلهما المشترك. ربط موسى بن ميمون ذلك بأنّ المتحدّث بإحداهنّ معرّض للوقوع في الخطأ في فهم اللغة الأخرى بسبب وجود كلمات تُسمع ككلمات متطابقة لكنّها تختلف من حيث المعنى، بل قد تكون بمعنًى معاكس أحيانًا. من الممكن أنه في ترجمة ذلك النصّ المعيّن، أراد إحاد هعام أن يحذّر نفسه من أنّ القرب بين اللغتين قد يجعله ينسى المسافة بينهما.

إحاد هعام يتدرّب على نهايات الأفعال
حروف بالعربيّة والعبريّة
إذا اعتمدنا على هذا الدفتر الموجود بين أيدينا كشهادة وحيدة، فسوف يتعيّن علينا أن نقرّر أنّ أحاد هعام استطاع اكتساب المعرفة الأساسية فقط باللغة العربيّة. لا يمكننا أن نعزو هذا إلى عدم وجود دافعيّة من جانبه. كما أوضح مرارًا وتكرارًا لكل من وافق على الاستماع إليه، فإن السبب الذي من أجله استقرّ في البلاد هو ليتسنّى له أن يستريح ويستكمل، بقدر ما يستطيع، مشروعه الأدبيّ.
لم يستجب الجمهور لدعوته، وبدلًا من الراحة والوقت للكتابة والتعلّم، أمضى إحاد هعام سنواته الأخيرة في النشاطات الجماهيريّة الواسعة والمرهقة. توفّي عام 1927.