مقدمة المبادرة

​تعتبر الصحف القديمة إحدى أهم الأدوات التي يمكن من خلالها التعرّف على جوانب الحياة في الحقب الماضية، وذلك من خلال القراءة حول أحداثها التاريخية، والتعرّف على شخصيات مختلفة وقراءة مقالاتهم وأعمالهم الأدبية، والعثور على معلومات جديدة وغير متوقعة، إضافة إلى اعتمادها في تعقّب مراحل تشكّل الواقع الحالي. كما تمكّننا هذه الصحف من معاينة الماضي من زوايا متباينة، مثل متابعة تفاصيل الحياة اليومية الاعتيادية، والنشاطات الاقتصادية والثقافية والأيديولوجية وغيرها. لذلك، تعتبر الصحافة التاريخية مصدرًا بالغ الأهمية من بين مصادر البحث العلمي، إلى جانب كونها نافذة للتعرّف على تفاصيل الماضي كما سطَّرتها أقلام أبناء وبنات ذلك العصر.

تحتضن مخازن المكتبة الوطنية الإسرائيلية مجموعة هامة من الدوريات العربية الصادرة في فلسطين، بدءًا من مطلع القرن العشرين، وتضم مجموعة المكتبة صحفًا يومية - يهيمن على بعضها الطابع الإخباري، بينما تهيمن على البعض الآخر لمسات ساخرة أو هزلية - ودوريات اجتماعية وتربوية وثقافية صدرت بصورة منتظمة غالبًا، فمنها الأسبوعية والنصف شهرية والشهرية. كما وتنوَّعت الصحف في المحتوى ووتيرة الصدور والجهات القائمة عليها، فقد صدرت بعضها عن مؤسّسات عامة وأخرى عن أفراد. ولا بد من التنويه إلى أنَّ بعض الصحف استمرت بالصدور لفترات طويلة ومتتابعة بينما انقطعت أخرى بعد مضي فترة قصيرة على تأسيسها.

ظهرت أولى الصحف الفلسطينية في نهاية القرن التاسع عشر، وبلغ عددها الإجمالي حتى سنة 1948 نحو 250 صحيفة ودورية، تضم المكتبة الوطنية نحو نصفها، بعضها متوفّر بصورة كاملة وبعضها الآخر متوفّر بصورة جزئية فقط. لهذا، فإننا أمام مجموعة بالغة الأهمية يصعب العثور على مثيل لها في جميع أنحاء العالم. لقد دفعنا خطر تلف ورق هذه المجموعة المميزة إلى العمل على صيانتها بواسطة تصويرها ضوئيًا مما يتيح أمامنا إمكانية توفيرها بصورة سهلة أمام الجمهور الواسع. تضم هذه المجموعة العديد من الصحف والدوريات الصادرة منذ سنة 1908 وصولاً إلى سنة 1948. اخترنا في هذه المرحلة من المشروع، المرحلة التجريبية، أن نقوم بتوفير الصحف الصادرة في الفترتين الأولى والأخيرة أمام الجمهور: الصحف الصادرة ما بين السنتين 1908-1920؛ وتلك الصادرة بين السنتين 1945-1948. سنقوم في المرحلة الثانية بتوسيع بنك الدوريات والصحف المتاحة على الشبكة وإضافة الصحف الصادرة بين السنتين 1921-1944.

للمزيد من التفاصيل يمكن قراءة مقالة مقدمة: تاريخ الصحافة العربية في فلسطين للأستاذ.د. عامي أيالون ود. نبيه بشير

https://blog.nli.org.il/ar/history-of-the-arabic-press/

لإثراء المجموعة القائمة أكثر فأكثر مستقبلاً، فإننا نؤكّد على سعينا إلى البحث عن شركاء - مؤسّسات وأفراد - للمساهمة بصحف جديدة للمجموعة الرقمية وسدّ الثغرات الموجودة في المجموعة الحالية المميزة. إذا كنت مهتمًا بذلك وقادرًا على المساهمة بالمواد، رجاء

الاتصال بنا

— د. راحيل يوكليس، أمينة مجموعة المواد الإسلامية والشرق الأوسطية

البروفيسور عامي أيالون، جامعة تل أبيب

د. نبيه بشير

البروفيسور مصطفى كبها، الجامعة المفتوحة في إسرائيل

البروفيسور هليل كوهين، الجامعة العبرية في القدس

البروفيسور محمود يزبك، جامعة حيفا

د. ميراف ماك، معهد ترومان للسلام، الجامعة العبرية في القدس

د. أبيغيل يعقبسون، الجامعة العبرية في القدس

د. يونتان مندل، جامعة بن غورين في النقب

د. يوني فورس، جامعة حيفا

تقنيّات

التقنيات وراء هذا المشروع

1— المسح الضوئي:

تم إجراء عمليات المسح الضوئي للصحف والمجلات التي تظهر بالموقع من خلال أحد المصدرين التاليين: الورقة الأصلية أو الميكروفيلم. تم بذل جهد لاستخدام أفضل النسخ المتاحة، والتي يتم تحديدها تبعًا للجودة وتوفر إصدارات الصحف. هذه ليست بالمهمة السهلة، خاصة وأن الصحف التاريخية تخضع لعملية تآكل وتفكك مستمرة وأن المجموعات تكون دائمًا جزئية وغير مكتملة. وبهذا المعنى، فإن جهود مسح المواد الأرشيفية بشكل عام والصحف التاريخية على وجه الخصوص، هي جزء من مهمة هامة لحفظ المعلومات، والتي لولا ذلك قد تضيع إلى الأبد. كما هو مذكور، يتم اتخاذ القرار إما بتصوير صفحة الصحيفة أو المسح الضوئي من الميكروفيلم بناءً على حالة المادة وسلامة المجموعة، مع إعطاء الأفضلية للمسح الضوئي من المصدر الورقي، في حال كان ذلك ممكنًا.

تم مسح/ تصوير جميع المواد التي ظهرت بالموقع في مركز الرقمنة بالمكتبة الوطنية الإسرائيلية، خصّيصًا لهذا المشروع. تظهر الصحف التي تم مسحها ضوئيًا من الميكروفيلم باللونين الأسود والأبيض (ثنائي) أو الرمادي. في الحالات التي قمنا فيها بتصوير/ مسح مادة من ورق ملون، بذلنا قصارى جهدنا للتصوير بالألوان من أجل الحفاظ على ولائنا قدر الإمكان للأصل.

جودة المسح/ صورة المواد المدرجة في المشروع هي 300 نقطة في البوصة (في بعض المواد ، 400 نقطة في البوصة أيضًا).

تم مسح / تصوير المواد التي نشأت في ورق الصحف باستخدام كاميرا PENTAX Z645 وماسح ضوئي PANASONIC KV S5055C وكاميرا CANON 5d.

تم مسح المواد التي نشأت في الميكروفيلم في Eclipse بواسطة ماسح ضوئي للميكروفيلم من Nextscan. بعد المسح / التصوير ، خضعت جميع المواد لضمان جودة دقيق وأدنى حد من المعالجة الرسومية (حسب الحاجة).

2— منصة الوصول والكتابة اليدوية للعناوين وأسماء المؤلفين

في العديد من مشاريع الصحف التاريخية الرقمية، تخضع جميع المواد الممسوحة ضوئيًا للتعرف الضوئي على الحروف (OCR) ، وتقنية تحديد الكتابة. بعد العديد من التجارب مع العديد من برامج التعرف الضوئي على الحروف ، قررنا في هذا المشروع عدم استخدام هذه التقنية. والسبب هو أن نتائج التعرف على حروف اللغة العربية OCR منخفضة (نسبة نجاح 20-30٪). ومن ثم فإن الفوائد غير كافية لإجراء عمليات البحث عن النص. للتغلب على هذه العقبة، اخترنا نظامًا يتضمن الكتابة اليدوية لعناوين المقالات وأسماء المؤلفين. هذه الطريقة ، رغم أنها ليست مثالية بالمقارنة مع التعرف الضوئي على الحروف الكامل، تتمتع بميزة جعل الأرشيف الرقمي قابلاً للبحث (جزئيًا على الأقل).

طرحت الكتابة اليدوية للعناوين وأسماء المؤلفين لنا معضلة؛ ما الذي يجب فعله عند طباعة كلمة معينة مع "خطأ" ، والذي قد لا يكون في الواقع خطأ، ولكنه فقط نظام تهجئة مختلف كان مقبولاً في زمن معين وأصبح غير مقبول بزمن آخر. كان القرار الذي اتخذناه هو عدم تصحيح أي "خطأ"، ولكن كتابة ما تم طباعته في الأصل بدقة. بالطبع، يؤثر هذا على نتائج البحث، وبالتالي، إذا لم تجد ما تبحث عنه، فمن المستحسن أن تتلاعب بهجاء كلمة البحث، وهذا ينطبق بشكل خاص على الكلمات التي لا تنشأ باللغة العربية (على سبيل المثال ، تهجئة ايتالية بدلاً من إيطالية).

بعد المسح، يتم دمج ملفات الصور وتصبح أوراقًا رقمية باستخدام تقنية برنامج Veridian. ييتيح هذا البرنامج تصفح الأوراق التي يتم تحميلها على نظام Veridian، مما يتيح سهولة الوصول إلى الصحف على أجهزة الحاسوب والأجهزة المحمولة، مع خيارات التصفح والبحث المتقدم (للمساعدة والحصول على تعليمات ومعلومات حول كيفية إجراء عمليات البحث، يرجى الاطلاع على دليل المستخدم).

روابط لمصادر رقمية ذات صلة

​​هنالك عدد من المشاريع لرقمنة صحف الشرق الأوسط. فيما يلي نشير إلى تلك المشاريع التي قامت برقمنة دوريات من فلسطين:

مجموعة رقمية للجريدة الرسمية لسلطات الانتداب البريطاني في فلسطين، بين السنتين 1919-1948. المشروع: المكتبة الإلكترونية العربية والشرق أوسطية (AMEEL) - جامعة ييل (جرايد رسمية ودوريات).

رقمنة 24 صحيفة صدرت بين السنتين 1900-1950، وخاصة التي الصادرة في فلسطين، ومصدرها هو مكتبة المسجد الأقصى في القدس. المشروع: أراشيف معرضة للخطر - المكتبة البريطانية.e

مجموعة رقمية للصحف اليهودية والعبرية التاريخية، تشمل 5 دوريات عبرية صدرت في فلسطين العثمانية و 12 دوريات بالعبرية وبالإنجليزية صدرت في فلسطين الانتدابية. المشروع: JPress - موقع الصحافة اليهودية التاريخية في المكتبة الوطنية الإسرائيلية وجامعة تل أبيب.