معرض كتب من إسبانيا في ذكرى خمسمائة سنة على الطرد من الأندلس
NliParagraph1
يعتبر طرد اليهود من الأندلس في العام 1492 خاتمة لألف وخمسمائة سنة على إقامة اليهود هناك. مرّ على اليهود في هذه البلاد محتلون وحكّام كثر على مدار هذه الفترة الطويلة، بدءًا من الحكم الروماني، وأعقبه الاحتلالان القوطي والإسلامي، والاحتلال المسيحي المتجدّد المتمثّل في مملكة قشتالة-ليون وإمارة كتالونيا في تاج أراغون. وقد نجح اليهود عبر إقامتهم طيلة هذه الفترة الطويلة هنالك في بناء مجتمع وثقافة يهودية يعتبر استثنائيًا في تاريخ شعب إسرائيل. لم تعبّر الشخصيات العظيمة ورجال الدين والمفكرين والعلماء والشعراء ومبدعو الأناشيد الدينية في إبداعاتهم عن توقهم إلى شعبهم فحسب، بل أنشأوا قيمًا ثقافية متميّزة. شهدت هذه البلاد رجالات دين يهود لامعين تركوا بصماتهم كفقهاء على ثقافة شعب إسرائيل الدينية. كما وتمتّع اليهود هناك بشخصيات عملت في بلاد السلاطين والحكام والملوك، في الممالك الإسلامية – مثل الحبر حسداي ابن شفروط في القرن العاشر، والحبر أبو إسحاق إسماعيل بن النغريلة في القرن الحادي عشر، وكذلك في بلاد الممالك المسيحية هناك حتى الفترة الأخيرة من إقامتهم هناك. وقد نجح هؤلاء بعرض القضايا اليهودية وعملوا كممثلين عن السكان اليهود أمام البلاط.
كما وعمل بعضهم في بعثات للسلاطين في تمثيليات دبلوماسية ومفاوضات سياسية بالغة الأهمية في مجالات متعددة. لقد ساهمت هذه الشخصيات بصورة مميزة في قضايا عامة وأخرى خاصة باليهود. سعى هذا المعرض، الذي أقيم في العام 1992، إلى عرض بعض مساهماتهم التي تنعكس في مجموعات المكتبة الوطنية ومتحف إسرائيل في القدس.